رهام اليماني في أسطر

رهام اليماني في أسطر

أريد أن أوضح أمرا مهما..
أنا شخص خائف برغم ادعائي المستمر والفاشل لعكس ذلك.. أعطي الوعود بالعدد، وأخلفها متى ما أحسست بالخوف.. أسعد لفترة، وأنسحب من سعادتي تلك متى ما أحسست بأنني لا أستحقها.. أسعد بالبدايات.. أسعد بها جدا.. أقول "أحبك" متى ما أحسست بها، وأتوقف عن قولها متى ما علا خوفي نبض مشاعري.. لي يقين بتغير الأشياء والمواقف والأشخاص والمشاعر.. تصيبني رعشة النهاية متى ما سقطت بتفكيري..أخاف منها فأعجل بها.. لا أنتظر أن يتم فهمي.. ولا أنتظر أن يتم فهم تاريخي الحافل بالخسارات.. كل ما أردت هو أن يتم تصديق مشاعري حتى وإن هربت منها.. أن يتم فهم أن مشكلتي الأعظم أنني استويت من الناس.. تعبت من الخسارة حتى أصبحت أقحمها في كل بداية كي لا أتعرض للوجع الكبير إثر نهاية غير منتظرة.. أنا شخص لا يريد سوى أن يعيش طمأنينته، بعيدا عن كل شعور جديد.. أنا شخص خائف.. ويحزنني أن أواجه نفسي قبل الجميع بمثل هذه الحقيقة.. يحزنني أن أحن للماضي الذي كنت فيه وحدي دونا عن الجميع.. دونا عن كل شخص كانت له بصمة في حياتي.. الماضي الذي كان فيه هاتفي صامتا هادئا.. دون رسائل ودون اتصالات ودون من كان ينعش روحي وينعش إحساسي بالحب.. يحزنني أن أعود لانزوائي.. أن أعود لدائرتي المقفولة.. بعد أن كانت حياتي مليئة جدا.. مفعمة بالحب والمشاعر الصافية.. أنا أعلم أن الوحدة قاسية، لكن جانبا مني يعلم أن الوحدة من بعد لمة مميتة.. لذا لا أثق.. لا بالأشخاص لأنهم سيرحلون، ولا بالمشاعر لأنها ستنقضي.. ولا بالحكايا لأنها دائما ما تكون لها نهاية.. أنا لا أثق بشيء.. ولا أثق بأحد.. أريد الهروب وأجيده بشكل لا يخطر ببال أحد.. شيء وحيد أجد نفسي ضعيفة أمامه، وهو أن أعلن خوفي ورغبتي الماسة في الهروب فيوقفني قلب محب ويقول: تريدين الهرب؟ لا بأس، تعالي نهرب سويا.. تهربين إلي وأهرب لك.. وإن قسا العالم، وإن قست الظروف، وإن رحل الجميع، وإن تاهت السبل.. سنجد بعضنا في قلوب بعض..
أنا شخص خائف صحيح.. ضعيف؟ ممكن.. لكنني ضعيف أكثر في وجه المجهود.. طاقتي محدودة إلا أمام من يستحمل مخاوفي وترسبات خساراتي وماضي المفعم بالعقد.. أنا ضعيفة في وجه الحب الذي لا يعرف المستحيل.. الحب الذي أبعده فيتمسك بي.. والذي أخبره بأنني أريد الرحيل فيشاركني رحيلي ويتمسك بي.. الذي وإن أضيع ينقذني من ضياعي، وإن لم يستطع، يتخذ لنفسه مكانا إلى جانبي ونتشارك رحلة الضياع معا..
أنا لم أطلب يوما المستحيل.. أنا شخص عاش الخسارة وتعرض للترك ما فاق سنين عمره.. لا يطلب شيئا سوى الاحتواء.. احتواء خوفه بأفعال لا أقوال..
أنا شخص يعشق الرحيل.. شخص بارع في الهرب.. كل طموحه في الحياة أن يهرب فيجد شخصه المفضل ينتظره عند نهاية الطريق ليرجعه من رحيله.
Back to blog

Leave a comment