لا شيء أصبح نافعا بعد الآن -رهام اليماني
Partager
الرسائل الطويلة التي تكتبها بدافع التعبير عن نفسك.. فتكتب وتكتب وتكتب إلى أن تمتلئ الورقة عن آخرها، ولا ينفذ رصيد كلماتك، ثم تتراجع عن الإرسال.. ليس ضعفا منك، وإنما معرفة مسبقة بأن لا شيء أصبح نافعا بعد الآن..
الدموع التي كانت متحجرة بين الأعين، تنتظر إذنك لتسقط في أكثر مشهد فراق مأساوية على الإطلاق.. فلا تأذن لها إلا بعد أن تلتفت تاركا وراءك أحلاما بنيتها برفقة من لن يكون ضمن حياتك بعد الآن.. ليس ضعفا منك، وإنما معرفة مسبقة بأن لا شيء أصبح نافعا بعد الآن..
الصراخ الذي كتمته في الوقت الذي كان يتوجب عليك أن تدافع عن حقك أمامهم.. ليس ضعفا منك، وإنما معرفة مسبقة بأن لا شيء أصبح نافعا بعد الآن..
العتب الذي ظل مخبئا تحت جلدك لسنين عظيمة، لكنك قررت أن يظل كذلك دون أن تلوم هذا أو تعاتب ذاك.. ليس ضعفا منك، وإنما معرفة مسبقة بأن لا شيء أصبح نافعا بعد الآن..
أنت لم تختر التراجع كنوع من الضعف، أبدا..الرسائل والدموع والصراخ.. كلها عتب غير مباشر، والعتب يعني اهتمام، يعني أن أملك لا زال قائما بصلح الأشياء.. وأنت قررت أن لا خيط سيجمعك بهم بعد الآن، اخترت أن تقوى بنفسك على أن تضعف ببعدهم.. ليس ضعفا منك، وإنما معرفة مسبقة بأن لا شيء أصبح نافعا بعد الآن..